أنا

(1) أعبر أبواب كثيرة لأصل لغرفة أشعر فيها بسلام لم أشعر به من قبل  غرفة تبعث الراحة والأمان يملؤها لوني المفضل الأخضر من زرع وورود وفناجين قهوة ساخنة على طاولة صغيرة دائرية  تحمل ذكرياتي مع رفقائي القدامى جنة صغيرة على الأرض بها: الونس- السعادة- الضحكات  الشيء الوحيد الذي يحيرني باب الغرفة فقد تغير لونه  عند جلوسي على طاولة رفيق واحد قديم  (2) أراني صورة لنا ونحن صغار يقول أنه يحملها دائما عند زيارتي هنا  وأنا لست هنا  انظر إلى الباب واتساءل: لما لونه تغير؟! اسأله: ما لون الباب  يجيب: لونه أخضر  فلم أنا أراه أسود  تعيدني نظرات الرفيق إلى حديثنا  وصورة وضعت على الطاولة  انظر إليها أرى ملامحي البريئة اختفت  وأدركت الآن لما تغير لون باب الغرفة  (3) كما الأيام السابقة والسنوات الماضية  أجد سعادتي في خطوط ودوائر أرسمها بقلمي الرصاص  وعند الانتهاء أجد قلبي مكتملًا وأرى ليلًا في المنام وجه قديم  عرفته من عينيه فابتسامته لم تتغير  يحمل في يده وردة حمراء  أتى الصباح وفُتح دفتر الرسم  بدأت في رسم هذا الوجه  قبل أن تذبل الوردة الحمراء  (4) تتوالى الساعات ومازلت في العينين  فكلما أُكمل أعود لذكريا